طفل مطيع و بدون عقــــــــاب
يعتبر وضع القواعد السلوكية للأطفال أهم مهام الأم و أصعبها في الوقت نفسه فسوف يقاوم الطفل كثيراً لكي يؤكد إستقلاله و أنت أيتها الأم تحتاجين للصبر، و أن تكرري حديثك مرة بعد مرة و في النهاية سوف يدفعه حبه لك، و رغبته في الحصول على رضاك إلى تقبل هذه القواعد و سوف تكونين المرشد الداخلي الخاص به و ضميره الذي سيوجهه خلال الحياة.
و لكن كيف نقنع الطفل بطاعة الأوامر و إتباع قواعد السلوك التي وضعها الوالدان؟؟!!
تجيب الاستشارية النفسية "فيرى والاس" بمجموعة من الخطوات يمكن اتباعها مع الطفل:
1-أنقلي إلى الطفل القواعد بشكل إيجابي:
إدفعي طفلك للسلوك الإيجابي من خلال جمل قصيرة و إيجابية و بها طلب محدد، فبدلاً من "كن جيدًا"، أو "أحسن سلوكك و لا ترمي الكتب"، قولي: "الكتب مكانها الرف".
2.إشرحي قواعدك و إتبعيها:
إن إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، و لكن عندما تعطي الطفل سبباً منطقياً لتعاونه، فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدلاً من أن تقولي للطفل "إجمع ألعابك"، قولي: "يجب أن تعيد ألعابك مكانها، و إلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر"، و إذا رفض الطفل فقولي: "هيا نجمعها معاً"، و بذلك تتحول المهمة إلى لعبة.
3.علقي على سلوكه، لا على شخصيته:
أكدي للطفل أن فعله، و ليس هو، غير مقبول فقولي: "هذا فعل غير مقبول"، و لا تقولي مثلاً: "ماذا حدث لك؟"، أي لا تصفيه بالغباء، أو الخبل، فهذا يجرح إحترام الطفل لذاته، و يصبح نبوءة يتبعها الصغير لكي يحقق هذه الشخصية.
4.إعترفي برغبات طفلك:
من الطبيعي بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبون للتسوق، و بدلاً من زجره و وصفه بالطماع قولي له: "أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب، و لكن إختر لعبة الآن، و أخرى للمرة القادمة"، أو إتفقي معه قبل الخروج "مهما رأينا فلك طلب واحد أو لعبة واحدة"، و بذلك تتجنبين الكثير من المعارك، و تشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته و تشعرين به.
5.إستمعي و افهمي:
عادة ما يكون لدى الأطفال سبب للشجار، فإستمعي لطفلك، فربما عنده سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك فربما حذاؤه يؤلمه أو هناك شيء يضايقه.
6.حاولي الوصول إلى مشاعره:
إذا تعامل طفلك بسوء أدب، فحاولي أن تعرفي ما الشيء الذي يستجيب له الطفل بفعله هذا، هل رفضت السماح له باللعب على الحاسوب مثلاً؟ وجهي الحديث إلى مشاعره فقولي: "لقد رفضت أن أتركك تلعب على الحاسوب فغضبت و ليس بإمكانك أن تفعل ما فعلت، و لكن يمكنك أن تقول أنا غاضب"، و بهذا تفرقين بين الفعل و الشعور، و توجهين سلوكه بطريقة إيجابية و كوني قدوة، فقولي "أنا غاضبة من أختي، و لذلك سأتصل بها، و نتحدث لحل المشكلة".
7.تجنبي التهديد و الرشوة:
إذا كنت تستخدمين التهديد بإستمرار للحصول على الطاعة، فسيتعلم طفلك أن يتجاهلك حتى تهدديه. إن التهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية، و يتعلم الطفل مع الوقت ألا ينصت لك.
كما أن رشوته تعلمه أيضاً ألا يطيعك، حتى يكون السعر ملائماً، فعندما تقولين "سوف أعطيك لعبة جديدة إذا نظفت غرفتك"، فسيطيعك من أجل اللعبة لا لكي يساعد أسرته أو يقوم بما عليه.
8-الدعم الإيجابي:
عندما يطيعك طفلك قبليه وأحتضنيه أو إمتدحي سلوكه "ممتاز، جزاك الله خيراً، عمل رائع"، و سوف يرغب في فعل ذلك ثانية و يمكنك أيضاً أن تحدي من السلوكيات السلبية، عندما تقولين: "يعجبني أنك تتصرف كرجل كبير و لا تبكي كلما أردت شيئاً".
بعض الآباء يستخدمون الهدايا العينية، مثل نجمة لاصقة، عندما يريدون تشجيع أبنائهم لأداء مهمة معينة مثل حفظ القرآن، و يقومون بوضع لوحة، و في كل مرة ينجح فيها توضع له نجمة، و بعد الحصول على خمس نجمات يمكن أن يختار الطفل لعبة تشترى له أو رحلة وهكذا.
تذكــــــــــري حبيبتي :
إن وضع القواعد صعب بالنسبة لأي أم، و لكن إذا وضعت قواعد واضحة و متناسقة و عاملت طفلك بإحترام و صبر، فستجدين أنه كلما كبر أصبح أكثر تعاوناً و أشد براً